كتب: بهاء فكري

لا شك أن كل إنسان -مهما كانت ظروفه أو مركزه- يتوق أن يكون محبوباً من مجتمعه وأهله وأصدقائه! ولكن هذا الحب المنشود لا يأتي من فراغ، فلابد أن تزرع الحب حتى تحصد ثماره. فالناس لا يهبون محبتهم مجاناً مثلما يفعل الله معنا، بل لابد أن ترتكز محبتهم على بعض المقومات الإنسانية التي تحرك مشاعرهم.

 

وقد قدم لنا بعض خبراء العلاقات الإنسانية قوائم من المواصفات التي ينبغي أن يتحلى بها الإنسان لكي يحظى بالحب. وتتفق تلك القوائم في بعض الأشياء، كما تختلف أحياناً في أشياء أخرى. ولكنها على أية حال مجرد قوائم إرشادية تهدف إلى توجيهنا نحو علاقات إنسانية أفضل.

واليك بعض الأفكار من مجمل النصائح التي قدمها الخبراء تحت عنوان كيف تكون محبوباً:

• تقبل الآخرين كما هم -بمظهرهم وأفكارهم وطريقة كلامهم ومستوى تعليمهم- وليس كما تريدهم أن يكونوا. والتقبل لا يعني أن تغصب على نفسك لتقبل ما لا تريد، بل ليكن قبولاً حقيقياً لأنماط أخرى من الحياة الواسعة والمتنوعة!

• لا تتوقع ولا تنتظر أن يكون الآخر صورة منك، ولا تحاول أن تغيّره ليشبهك!

• تخلص من روح النقد، ولا تتصيد العيوب.

• لا تسخر من أحد، ولا تهزأ بأفكاره مهما بدت ساذجة!

• لا تأخذ دور المعلم فتصحح الأخطاء بصورة مباشرة خاصة أمام الآخرين!

• من واقع قبولك للآخر– أظهر تقديرك له، وأعلن احترامك لرأيه الذي قد يختلف عن رأيك!

• تحدث للآخرين في تخصصاتهم واهتماماتهم، وتناول الموضوعات التي يفهمونها أكثر منك، ولا تتحدث فيما تعرفه أكثر منهم مالم يطلبوا نصيحتك!

• لا تستعرض معلوماتك ومواهبك أمام الآخرين بصورة تجعلهم يحسون بالصغر، فإن ذلك قد يحقق لك ما تريده من الإحساس بالتفوق، لكنه أبداً لا يجعل الناس يحبونك!

• استمع بإصغاء.. وتركيز.. واهتمام.. وصبر.. لكل ما يقوله الآخر، وشجعه على الاسترسال في الحديث، ولا تقاطعة، ولا تحول عينيك عنه.

• شارك بصدق (ومن كل قلبك) في هموم ومشاكل الآخرين، وحاول أن تهوّنها عليهم، وأن تجد لها حلاً بقدر ما تستطيع!

• طريقتك في الحديث تقرّب إليك الآخرين أو تبعدهم عنك، فتحدث بطريقة ودّية وبنبرات هادئة، وكن ليناً في قولك وانتقي كلماتك.

• قد تسمع فيما تسمعه كلمات مستفزة لم يحسن الآخر اختيارها- وهذا أمر وارد- فاضبط نفسك.. لا تغضب.. لا تتعصب.. لا تجادل.. لا تسكب الزيت على النار. اترك بابك مفتوحاً لعتاب لاحق!

• إذا أخطأت.. اعتذر.. هذا يرفع من قدرك.. ويعمق محبتك!

• الناس بداخلهم أوجاعهم وهمومهم، فمتى تحدثت لا تزيدهم هماً ولا تحملهم أثقالاً ولا تجعل الدنيا تسودّ وتضيق في عيونهم أكثر. كن إيجابياً ومتفائلاً وانشر البشرى!

• وجميعنا نحتاج إلى الحب مهما اختلفت أعمارنا ومراكزنا، لذلك أعلن حبك بوضوح ولا تترك ذلك للتخمين والاستنتاج.. قل للآخر: أنا أحبك!

• ليكن تعبيرك عن الحب مصحوباً بتطبيقات عملية. قدم الخدمات التي تسطيعها. اقض حاجات الآخرين!

• كن صادقاً فيما تقول، وإذا وعد ت اوف بوعدك!

• لا تتدخل في شئون غيرك، ولا تثقل على أحد، ولا تفرض نفسك على الآخرين.

• لا تزاحم.. فالمزاحمة نوع من إعلان الحرب تجلب الكراهية. اعط الفرصة لمن حولك، فهذا يأتي بكسب أكبر!

• كن متواضعاً فيرتفع قدرك في عيون الناس!

 

فكرة للتأمل

بعض الناس لا تستطيع إلا أن تحبهم… إنهم يفرضون عليك محبتهم بما يقدمونه من حب. ولو ساد الحب على قلوب الناس جميعاً لصار العالم بستاناً! فلا يكفي أن تزرع شجرة حب… عليك أيضاً أن تقتلع شجرة كراهية من أرضك ومن قلبك!