كتب: بهاء فكري

من هو الهداف؟

الهدّاف -في اللغة- هو الشخص الذي يطلق السهام من القوس- أو يطلق الرصاص من المدفع- ويصوبه في اتجاه هدف محدد. وإصابة الهدف لا تقتصر على الأغراض الحربية بل تعتبر إحدى الرياضات المعروفة في نوادي الصيد مثلاً، وتقام لها المباريات والمسابقات والتدريبات المستمرة. والهداف أيضاً هو أحد الأعضاء البارزين في الفريق الرياضي لكثير من اللعب ككرة القدم مثلاً.

غير أن معني “الهدف” لم يعد مقصوراً على الأغراض المادية، ولم يعد هو لوحة التصويب المثبتة في الحائط، بل أصبح يشير إلى مضامين معنوية أكثر اتساعاً وشمولاً. فلكل إنسان أهداف معلنة أو خفيّة- يسعى لتحقيقها، ويهب حياته لها. غير أن الناس يختلفون في مواقفهم من أهدافهم:

– فبعض الناس يعرفون أهدافهم بدقة، وأهدافهم هي القضية والمسعى الذي تهون أمامه كل الصعاب.

– وعلى نقيضهم من يعيشون تائهين لا يعرفون لحياتهم  هدفاً.

– والبعض لهم أهداف لكن أهدافهم ليست واضحة.

– كما أن هناك من يعرفون الهدف لكن تنقصهم الهمة والحماس.

– وهناك من يسعون نحو أهداف باطلة وخادعة.

– وهناك المشتتون بين أهداف كثيرة.

والهدّاف هو الشخص الذي يرى هدفه بوضوح، ويسعي نحوه بإخلاص، فلا يتراخى ولا ييأس ولا ينشغل، بل يحمل سلاحه في يده، وينجح في تصويب جميع طاقاته لأجل تحقيق هذا الهدف.

 

الهداف الناجح هو من :

• يعرف نفسه وقدراته

من أكثر الأمور السلبية التي تعوق مسيرتنا وتؤخر تقدمنا: عدم تقدير الناس لنا. لكن الأخطر من ذلك أن لا نقدّر نحن أنفسنا، وننكر مواهبنا.

• يتحرك من واقع إيمانه

فالهداف يجب أن يؤمن بقدرته على بلوغ الهدف، لكن يجب أيضاً – وفي ذات الوقت- أن يكون تحرّكه من خلال إيمانه الكامل في مساندة الله له، فلا شيء يمكن أن يتحقق دون الإيمان بالقوة العلوية التي تسيّر كل شيء في الحياة.

• لا يستسلم

الهداف لا يستسلم للخوف والضعف. ولا يستسلم للهجوم الهدام من الآخرين, والكلمات المحبطة. فلا يغضب ولا يتراجع، بل يستمر في هدفه.

• مبدع وخلاق

وهو يسعى إلى تحقيق هدفه من خلال خبراته ومعارفه، ويستخدم الوسائل التي يتقنها دون أن يقلد غيره، وقد يخرج خارج الحلول والمسارات التقليدية التي يتبعها غيره، فالمهم هو تحقيق الهدف وليس تحقيق الشكل والأسلوب والنظم المتبعة.

• يكون دائماً مستعداً!

الهداف الناجح يكون دائما مستعد لتحقيق الهدف حتى فى الوقت بدل الضائع.

 

خطواتك نحو الحياة الهادفة

هناك خطوات عملية وبسيطة وضرورية لتحقيق الحياة الهادفة منها:

• استوضح الهدف: لا تبدأ التصويب قبل أن تستوضح هدفك تماما، وتتعرف عليه، وتراه ظاهراً أمام عينيك.

• انشغل بهدفك ولا تحول نظرك عنه: إذا رأيت هدفك وتأكدت من حقيقته وأنه ليس وهماً أو سراباً أو مجرد شهوة، فلا تمل عنه يميناً أو يساراً ولا تنشغل بشيء سواه.

• اجتهد لتحضير أدوات الرحلة نحو الهدف: اشحذ قدراتك، وتعرف على وسائلك، واستطلع العقبات واستعد لها، واستعن بخبرات الآخرين، واطلب معونة الرب دائماً.

• تقدم بخطوات ثابتة: فما دمت قد رأيت هدفك فلا تتردد ولا تتكاسل ولا تتهاون ولا تخشى المصاعب، وما دمت تعمل في إطار إرادة الله فلا تخف ولا تشك!

• التزم بالمبادئ والقيم: فالأهداف مثل البنايات لا تكون لها قيمة إذا بنيت بمواد مغشوشة. فلا تحقق أهدافك بالكذب أو الغش أو التزوير أو الاختلاس أو الرشوة  أو الوساطة أو التعدي على حقوق الغير!

• اصعد فوق العقبات: من ينحني أمام المصاعب فإنها تتراكم فوقه، لكن من يصعد فوقها ترفعه، فاجعل من العقبات حافزاً للاستمرار وسلما للصعود.

• كن دائماَ في وضع الاستعداد.