كتب: بهاء فكري

الموهبة في اللغة ترجع إلى الفعل “وهب” أي أعطى شيئاً مجاناً. وعلى ذلك تكون الموهبة هي العطية المجانية، ويكون الموهوب (لغويا) هو الشخص الذي ينال شيئاً دون مقابل.

أما المعنى الاصطلاحي للمواهب

فهو أنها قدرات خاصة -متأصلة في تكوين الشخص- لا ترتبط بذكائه، بل إنها (بحسب لانج وايكوم 1932) قد توجد في المتخلفين عقلياً. أو (كما يقول كارتر جول 1973) لا تشمل بالضرورة درجة كبيرة من الذكاء العام.

وتطلق كلمة موهوب بصفة خاصة على من يتفوق بصورة ملفتة ومتميزة في جانب من الجوانب، فيكون أداؤه عالياً بدرجة ملحوظة. فقد تكون الهبات عقلية أو جسمانية تتيح لصاحبها تحقيق نجاحات ملفته في مجالات معينة- خاصة إذا وجد العناية والرعاية التي تنمي وتصقل استعداده الفطري وترعى مواهبه الكامنة.

ومجالات الموهبة تتنوع

ما بين القدرات الذهنية كالكتابة والتأليف، والقدرات البحثية والدراسية (الأكاديمية)، والقدرات الابتكارية كالتصميم والاختراع، والقدرات التشكيلية كالفنون الجميلة: التصوير والحفر والنحت وغيرها، والمهارات التطبيقية والحرفية، والقدرات الحركية كالرقص، والتعبيرية كالتمثيل والخطابة والغناء والموسيقى، والقدرات الاجتماعية والاتصالية. ويضيف علماء التربية مجالات كثيرة مستحدثة مثل القدرة على التحصيل اللغوي أو التحصيل الرياضي، والقدرة على الاستدلال، والقدرات القيادية، وغير ذلك من القدرات التي قد  يُختلف في تصنيفها. وتحت كل مسمى من هذه المجالات حزمة كبيرة من المواهب الدقيقة والمتميزة.

هل هناك إنسان محروم تماماً من المواهب؟

إن الخبرات الطبيعية تبين أنه ما من كائن حي لم يؤهله الله بصورة أو بأخرى بالعناصر الحياتية التي تسمح له أن يحيا ويبقى ويستمر. والموهبة الخاصة هي إحدى عناصر الحياة، وهي التي تميز أفراد الجنس الواحد، وترسم له خصوصيته. فلابد أن يكون لكل فرد شيئاً خاصاً يتميز به، ويثبت به حضوره وقيمته وأهميته. فهناك دائماً عدالة طبيعية  في توزيع الأنصبة. ونلاحظ أن الذين حرموا من إحدى الحواس تم تعويضهم بقوة مضاعفة في حاسة أخرى. غير أن الموهبة الخاصة تحتاج للاستكشاف. وقد يستكشفها صاحبها، أو يستكشفها المحيطون به.

فدعونا نتفكر في هذا:

المواهب كنوز خافية، تحتاج لمن يخرجها. ولو أننا ساعدنا وشجعنا بعضنا البعض على اكتشاف وتلميع واستثمار تلك المواهب المختلفة، لأضفنا ثروات هائلة لمجتمعنا الإنساني.